17 - 07 - 2024

شبه مختلف | إيوا إيوا إيوا إيوا !!

شبه مختلف | إيوا إيوا إيوا إيوا !!

يتحدث الزملاء الذين حضروا لقاء الرئيس السيسي، من الصحفيين في افتتاح موسم القمح بتوشكى، عن محادثات دارت بينهم وبين سيادته، تحدث فيها عن كل ما يهم المصريين  والأسئلة التي تشغلهم اقتصاديا أو سياسيا،  أحد الحضور أشار إلى أن الرئيس  يعتزم اجراء حوار شامل خلال الفترة المقبلة يضم كافة الاطياف،  ليبدا به الإصلاح السياسي الذي تعطل بسبب الانشغال بالعملية الاقتصادية خلال الثماني سنوات الماضية.

بينما يبشر، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، بحملة افراجات تسبق إفطار الأسرة المصرية، الذي تنظمه مؤسسة الرئاسة أثناء شهر رمضان، حيث كتب نصا " اخبار مفرحة .. عفو رئاسي من السيد رئيس الجمهورية عن مجموعة من الشباب المحبوسين قبل افطار الأسرة المصرية"، وكل هذا جميل ورائع في نظر كثير من المواطنين الذين غاب ذووهم خلف القضبان لسنوات أو حتى شهور في اتهامات عبثية حتى لو كانت تحت غطاء قانوني.

وتظل كل هذه البُشريات رهن إشارة السيد الرئيس ومنحة منه، أن شاء أعطاها وإن شاء منعها، بدليل الدائرة التي ندور فيها منذ عدة سنوات، وهي ليست بدعة ابتدعها الرئيس السيسي من عندياته لكنها موروث مصري قديم، منذ أن أصبحت الحقوق مجرد هبات من الرؤساء للمواطنين والتاريخ مليء بمثل هذه الإجراءات.

وسوف تعاد الكرة كل مرة، دون أن نتقدم فرسخا واحدا لا على الطريق الاقتصادي ولا السياسي، طالما ظل تقديم ملف على اخر، وبقي رهن إشارة الحاكم وحده، باعتباره المخلص والزعيم والقائد والملهم، والذي يعرف مالا يعرفه غيره، ولطالما ظلت الشعوب هكذا تتقاتل على الفتات الذي يلقى لها، دون الاعتماد على منظومة لا تتغير بتغير الرئيس أو تغير حالته المزاجية، مع الوضع فى الإعتبار كل الملابسات المحلية والإقليمية والدولية وما تطرأ به الظروف من جوائح أو حروب أو حتى مجاعات ، فالدول الراسخة والقائمة على عمل مؤسسي هي التي تتعافى أولا من كل هذه الملمات.

والحقيقة أن الحديث عن أي إصلاح حقيقي كان أو حتى شكليا، لا بد من أن تسبقه تصفية الزنازين من سجناء الرأي وإعادة الإعتبار إلى الصحافة بعد أن تم اهانتها، وكذلك الكف عن تسفيه رجال الدين، وإعادة ملف التنوير إلى أهله، بالإفراج عن عشرات المساجين عملية روتينية تتم في الأعياد الدينية والوطنية دون إنهاء ذلك الملف المزمن عن آخره بما يحقق انفراجة حقيقية تعيد الموازين إلى نصابها الصحيح.

وبغير ذلك ليس أمامنا غير الرد على مايتم تداوله على طريقة "مربوحة" في مسلسل الكبير عندما تجيب على أشياء لا تفهمها بكلمة واحدة تكررها في تتابع ساخر: إيوا إيوا إيوا إيوا !!.

----------------
بقلم: علي ابراهيم
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | إيوا إيوا إيوا إيوا !!